المادة    
السؤال: بعض الفتيات هداهن الله يرددن ما ينادي به دعاة التحرر وهو الرق -حقيقة- والتغريب والعلمانية، ويطالبن بحريتهن، ويتضجرن من ضرورة وجود المحرم معهن، وتقيدهن بالحجاب الشرعي، فكيف نخلص بنات الإسلام من هذه الأفكار والثقافات التي يروج لها البعض؟
الجواب: سبق في مجمل ومضمون الأسئلة الماضية ما قد يجيب عن شيء من هذا، ربما يكون الجديد في هذا أن هناك دعاة ما يسمون بدعاة التحرر والعصرية والتغريب -كما ذكرت الأخت- والعلمانية، وكلها ألقاب متقاربة ومترادفة، والمقصود أن المدلول واحد، وهو وجود من يقوم بالمهمة الشيطانية، والغاية الإبليسية، ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما لإظهار العورات، وهذه مهمة شيطانية حرص عليها إبليس عدو الله منذ أن خلق الله تبارك وتعالى آدم وحواء في الجنة، وذريته والمتواطئون معه لا يزالون حريصين عليها.
وغاية ما يسعون إليه هو الإفساد والتعري؛ لكي تتمرد المرأة المسلمة والفتاة المؤمنة على ربها عز وجل، وعلى دينه وعلى شريعته، وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وتنسلخ من أخلاق أمهات المؤمنين المؤمنات الفاضلات التقيات.
هذا الجهد الذي يقوم به البعض الآن في ديار الإسلام يجب أن يقاوم، وأقولها بكل صراحة: يجب يا أخواتي الكريمات أن يُقاوم منكن أنتن بالدرجة الأولى؛ لأننا مهما كتبنا نحن أو قلنا فسنظل نتكلم عن غيرنا، أما لو قامت الأخوات الفضليات وخاطبن ورددن وناقشن وبينَّ أن كل الحرية في تقوى الله عز وجل، والالتزام بأمر الله، وأن العبودية والرق والذل والمهانة والخزي والعار إنما هي في اتباع غير شرع الله تبارك وتعالى، والتحلل والانحراف والانحلال وإن سمي ذلك تقدماً وعصرية، وإن سمي ما سمي، فما من سم ولا شر ولا بلاء في الدنيا إلا ولأهله اسم يسمونه به من أسماء الزيف التي لو قدمها أصحابها إلى الناس على أنها السم الزعاف ما قبلها أحد، لكن تقدم في أثواب شتى من الزور والبهتان والشعارات الخادعة المضللة؛ لكي تذهل العقول، مثلما سحر سحرة فرعون أعين الناس واسترهبوهم، فيأتي هذا البهرج والتقدم والحضارة والرقي والعصرية والتغريب.. فيسلب عقول ضعيفات العقول من المسلمات، وبدلاً من أن تعبد الله وتطيعه تتعبد بقيود والتزامات يشرعها ويفرضها أصحاب الأزياء والأهواء والشهوات، فيفرضون على المرأة شروطاً باهضة وعلى الرجل كذلك.
والحقيقة أن المرأة هربت من التكليف الشرعي الرباني -وهو طمأنينة وراحة وهداية واستقامة- إلى الالتزام بأهواء الذين لا يعلمون، وإلى تشريعات ووحي شياطين الإنس والجن إلى أوليائهم، وهي في الحقيقة تحمل من معاني الذل والخزي والمهانة ما سبقت الإشارة إليه.
فأقول: أرجو من كل أخت أن تعد نفسها لتقوم بهذا الشأن، فكلما رفع أحد من هؤلاء عقيرته بنداء التغريب أو العلمنة أو التحرر يرفعن هن صوت الحق في وجهه، رافضات ذلك رفضاً قوياً بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعزيمة والإصرار على التمسك به، وإن ارتدت عنه الدنيا كلها، وإن نابذته الدنيا كلها العداء، نسأل الله تبارك وتعالى الثبات للجميع إنه على كل شيء قدير.